رواية رُباعية أنثى - لـ روان شقورة - متجر دار صفقات كتابية

إلى الرّوح الآدميّة..

عقدتُ قلبي بألّا ينبض اشتياقاً إليكَ في الغياب، وألّا يركض نحوكَ في الخيال، و ألّا يدمع في لحظة حنين إلى رؤياكَ، وأن يُمسى حجراً عند إشراق اسمكَ في كل السلالات...

فعقدتُ، ثُم وعدتُ، ثم عهدتُ كل ذرات عقلي بألّا تستجيب لنداء دقات روحي، لكنّي ها أنا في منتصف النهار، وفي مُعترك انشغالي بالواقع والعمل والحياة، ألتجأ إلى الكتابة، واسمح لي بأن أخدع نفسي و أتوهم بأنّي أحتمي بالكتابة، فلا أُريد خسارة الرهان الذي عقده عقلي، وأقر بالتجائي إليك بالكتابة.

فانتَ النفس الذي يستنشقه حرفي، فلا وجود لحرفي بل لكلماتي بل لجملي بل لكتبي دونكَ؛ لهذا انصت وتأمل بكل ما أكتبه وما لم أكتبه، فلصمت لغة العيون، فهو يختزل كل لغات الأرض عند سكون النفس فيمن تُحب، فأنتَ اللغة الصامتة الناطقة يا أنا...

فيا صمتي، لن أُجادل وأُشاكس بما أفرغته على الشاشة البيضاء مِن مشاعر الفكرة، فعند الجدال تضح الفكرة، فلا أُريد إجلاء كل أوراقي بالحبر للمنطق، فأوراقي بعضها بيضاء اتجاهكَ، تُثير الغموض نحو النهاية...

فانّي لا أعشق الانتهاء والزوال، فعند النهاية تُكشف ستائر الحقيقة...

أ فتعلم لما أكتبكَ؟

إنّي أخشي عليكَ مِن الانفلات إلى التُراب السحيق شانكَ شأن كل أبناء جلدكَ، فأُريد أن أحيكَ بداخلي وبداخل كُل مَن أحب...

وها أنا أعود إلى عنوانكَ بل عنواني دون جدال وعتاب، أيُرضيكَ ذلك؟

فلقد أسلمتُ كل أشرعتي للمغادرة مِن بحرك؛ فلم يعُدّ يعنيني الغرق إن لم أجد طوق الحياة على الأرض.

وأنّي لا أُريد أن تصف لي هيئتك بقدر ما أُريد أن تكون ملامحكَ حقيقية أمام ناظري، فقد أكون ألححتُ عليكَ بالسؤال عن وصفكَ، لكنّي أردتُ أن أنتشي بوجودك، أن تمسح دمعي عن مقلتي إن ضاع حُلمي، و أن يبسم ثغرك إن ضحك قلبي...

أريد أن أنشر رسالة حُبنا بين البشر، فكيف تُنشر رسالة في غياب وجود؟

بل كيف يُؤمن بها إن لم تكن لها دلائل؟

فإنّي والليل و القمر بانتظاركَ...

سعر الكتاب: 110 جنيهًا مصريًا. (حصري)